تقنية سيارات خلايا الوقود

تقنية سيارات خلايا الوقود سجلت قفزة نوعية تعد بالبدء بإنتاجها تجاريا

العقبة الأساسية لا تزال تكلفتها الباهظة

طوكيو ـ د ب أ: أحرزت العديد من الشركات المصنعة للسيارات تقدما في مجال تصنيع السيارات التي تعمل بخلايا الوقود وظهرت نماذج أولية جديدة لمركبات خلايا الوقود في معرض طوكيو للسيارات الشهر الماضي.
وفي هذا السياق عرضت شركة مرسيدس سيارتها الجديدة «إف 600 هاى ـ جينياس» التي تعمل بجيل جديد من خلايا الوقود. وإضافة إلى ذلك فإن الشكل العام للسيارة تم ضغطه وبالتالي سمح بمزيد من المساحة لوضع بطارية قوية تقوم بتخزين الطاقة الزائدة بطريقة مماثلة لمفهوم المحركات الهجين.
وقال توماس فيبر رئيس مركز أبحاث ديملر ـ كرايسلر: إن الناتج من الطاقة زاد بنسبة 30 في المائة عن الطرز السابقة. وفيما يتفق الخبراء على أنه سيمضي «بعض الوقت» قبل أن تتم عمليات إنتاج واسع لسيارات خلايا الوقود، على اعتبار أن تقنيتها لا تزال مكلفة للغاية، قال فيبر إنه على الرغم من أن السيارة جينياس تمثل خطوة للامام إلا أنه لن يتسنى إنتاجها على نطاق تجاري قبل عام 2012 أو 2015. وكانت شركة ديملر كرايسلر قد اعلنت أن 33 حافلة تعمل بخلايا الوقود في المدن الاوروبية الرئيسية سجلت مجتمعة رقما قياسيا هو مليون كيلومتر.
وقال البروفيسور هيربرت كولر رئيس إدارة هياكل وأنظمة تسيير المركبات في ديملر كرايسلر: «إن الحافلات أثبتت وبشكل مقنع إمكانية الاعتماد على خلايا الوقود في مختلف الظروف المناخية والطبوغرافية».
وذكرت الشركة في بيان صحافي أن التجارب أتاحت للمنتجين معلومات قيمة فيما يتعلق بزيادة فترة صلاحية خلايا الوقود. وتبين أن فترة صلاحية خلايا الوقود حاليا فاقت التوقعات لتصل إلى 2000 ساعة تشغيل من دون فقد في الطاقة.
وقالت ديملر كرايسلر في بيانها الصحافي: «إن من شأن هذا جعل فترات صلاحية خلايا الوقود قريبة للغاية من فترات صلاحية محركات البنزين والديزل التقليدية».
والجدير بالذكر أن حافلات المرسيدس التي تدار بخلايا الوقود تعمل في أمستردام وبرشلونة وهامبورج ولندن ولوكسمبورج ومدريد وأوبرتو وستوكهولم وشتوتجارت منذ نهاية عام 2001 وذلك في إطار مشروع «كيوت» لخلايا الوقود الذي يدعمه الاتحاد الاوروبي.
وهناك ثلاث حافلات تعمل بخلايا وقود تسير في بيرث عاصمة غرب أستراليا وبحلول نهاية العام الحالي ستكون هناك ثلاث حافلات مرسيدس من طراز سيتاروس التي تعمل بخلايا وقود في شوارع بكين.
وتتسع الحافلة الواحدة لنحو 70 راكبا ويمكنها السير لمسافة 200 كيلومتر وبسرعة قصوى 80 كيلومترا في الساعة. ويذكر، على صعيد تجارب تطوير تقنية خلايا الوقود، ان شركة نيسان اليابانية حققت تقدما ملحوظا على هذا الصعيد ظهر في سيارتها الجديدة «إس. يو. في اكس ـ تريل» المزودة بخلية وقود، والتي عرضتها في معرض طوكيوالتاسع والثلاثين.
كما عرضت شركة تويوتا نموذجا أوليا لمركبة تعمل بجيل آخر من خلايا الوقود أطلقت عليها اسم «فاين اكس» وهي مزودة بأربعة محركات فردية متصلة بمحاور العجلات وذلك بدلا من محرك كهربائي واحد.
ومن المعروف أن الهيدروجين يتم «إحراقه» في العادة في خلية الوقود إلا أن شركتي بي.إم.دبليو الالمانية ومازدا اليابانية تعملان على تصنيع محرك معدل تتم فيه عملية الاحتراق المباشر.
ومن جانبها، طرحت شركة «ساب» السويدية ـ وهي إحدى فروع شركة جنرال موتورز الاميركية ـ سيارة جديدة صديقة للبيئة تعمل بوقود مصنوع من قصب وبنجر السكر.
وتتميزالسيارة الجديدة التي تنتهجها من طراز «9 ـ 5 بيوباورفليكس» بأنها صديقة للبيئة بفضل استخدامها لهذا النوع من الوقود، كما أنها أسرع نسبيا من سيارة أخرى مماثلة لها تنتجها الشركة نفسها.
وتتوفر سيارة «ساب» الجديدة في شكلين بمحرك سعته لترين تبلغ قوته 180 حصانا عند تشغيله باستخدام وقود مصنوع من الايثانول العضوي الصديق للبيئة. وتنخفض قوة المحرك بفارق طفيف عند تشغيله بوقود يحتوي على مزيج من البنزين بنسبة 85 بالمائة والايثانول العضوي بنسبة 15 بالمائة.
ولا تزيد قوة المحرك عند تشغيله بالبنزين عن 150 حصانا.
وتشهد السويد إقبالا على شراء هذه السيارة غير أن الالمان الذين يشترونها يجدون صعوبة في العثور على محطات وقود لبيع الايثانول العضوي بسبب انخفاض عددها في مختلف أنحاء ألمانيا.
وتأمل الشركة أن تشجع هذه النوعية من السيارات الحكومة الالمانية على بذل المزيد لدعم مصادر الوقود البديلة.
ويزيد سعر السيارة «ساب» صديقة البيئة من طراز 9 ـ 5 بمبلغ ألف يورو عن النماذج العادية من نفس السيارة مما يجعل سعرها يبلغ 31450 يورو لطراز الليموزين و32500 يورو للطراز المزود بخمسة أبواب.